وقود الصلاة

صلِّ كيفما يقودك الرب وأنت تقرأ آية اليوم

“طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ” (متَّى 5: 3)

صلاة ببصيرة مستنيرة

الإسلام دين قائم على الأعمال الصالحة. كلما يُكثِر المسلمون من تطبيق أركان الاسلام الخمسة بصدق، تزداد فرصة دخولهم الجنَّة. واليوم ونحن نُصلي من خلال متَّى 5: 3 لكل المُسلمين في هذا المكان، نُركز تحديدًا على المسكنة بالروح (الاتضاع) وأهميتها لدخول ملكوت السماوات.

للمؤمنين

لم تدخر دينا جهدًا في القيام بكل ما بوسعها لتبدو طاهرة أمام الله، بما في ذلك ارتداء النِقاب- غطاء الرأس الاسلامي التقليدي – وقد وصلت ثقتها في بِرها الذاتي أوجها لدرجة أنها حين التقت أحد المؤمنين، وافقت على قراءة الكتاب المُقدَّس فقط لكي تُثبت لذاك المؤمن عدم مصداقية الكتاب المُقدَّس. وحدث في تلك الأيام التي كانت تقرأ فيها الكتاب المُقدَّس أنَّ الله التقاها، وأظهر لها كمْ كانت مِعوزة إلى حدٍ بعيد أمام إله قدوس. فسلَّمت حياتها للرب يسوع وهي الآن تعيش في مسكنة الروح، وبات بمقدورها مُشاركة الخبر السار مع الآخرين بمزيد من الفعالية. نُصلي من أجل أن يقود الروح القُدس المؤمنين ليُجسدوا كلمات الرب يسوع هذه ويصيروا “مساكين بالروح” حيث يسكنون ويعملون، وفي مُحيطهم العائلي وأوساطهم الاجتماعية.

للضالين

وافقت هاجر، عاملة النظافة، على عمل إضافي مع أسرة أخرى؛ لأن أي مبلغ إضافي تتقاضاه يُقربها خطوة من المبلغ المطلوب لرحلة العُمرة التي تدعمها الدولة (أداء مناسك الحَج في مكة). كانت هاجر تحيا حياة صعبة، زاخِرة بالعمل اليدوي الشاق، إذ اختبرت موت رضيعها واختفاء أحد أطفالها. ولطالما كافحت من أجل الانفاق على أبنائها الأحياء بالراتب الزهيد الذي تتقاضاه مقابل تنظيف المنازل. وكان يُراوضها اعتقاد أنها إذا استطاعت زيارة مكة ستتخلص حينها ولو من القليل من شعورها بالعجز، وتُزيد فرصتها في دخول الجنَّة بعد موتها. نُصلي من أجل هاجر ومَن على شاكلتها- وهُم كُثُر- ليصيروا “مساكين بالروح” ويُدركوا عجزهم التام عن ربح استحسان الله.

للكنيسة.

يُنظرُ في شتى أرجاء العالم الإسلام إلى الكنائس وكل ما فيها من مؤمنين نظرة دونيَّة. وغالبًا لا ينالون إلا القليل مما يستحقون من حقوق وموارد، على خلاف غيرهم من سائر المُسلمين في مجتمعاتهم. نُصلي من أجل جسد الكنيسة ليجدوا تعزية في كلمات الرب يسوع إذ قال “لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ”. وأن يتعاملوا مع المسلمين الذين حولهم بحسب الإنجيل، فيجلبون أضعافًا مضاعفة إلى الإيمان كما كان في أيام الكنيسة الأولى، وأن يتهللوا لضعفهم؛ لأن قوة الرب يسوع في ضعفهم تكمل.

لجوانب التأثير

نُصلي من أجل المؤسسات التعليمية في بلادنا، ومن أجل الطُلاب الذين يأملون أن يؤول بهم التعليم إلى وظائف مُرضية وحياة أفضل من تلك التي عاشها آباؤهم. ونُصلي من أجل أن يلتقيهم الروح، ويظهر لهم في الوقت عينه قيمتهم التي لا تُقدَّر بثمن، التي يستمدونها من صورة الله التي خُلِقوا عليها، وأنَّ “غِنى مجد ميراثه” هو للمساكين بالروح وحسب.

لإعلان الكتاب المقدَّس

ها نحن يا ربي يسوع ننشر بين هؤلاء تعليمك القائل طوبى للمساكين بالروح؛ لأن لهم ملكوت السماوات، ونتضرّع إليك ونطلب منك أن تُضاعف في مكاننا هذا أعداد التلاميذ ممن يجدون فيك هذه الهوية النقية التي تُمكِّنهم من تطبيق ما تعنيه “مسكنة الروح”. وأخيرًا، نُصلي من أجل أنفسنا ونقول يا رب اجعلنا مساكين بالروح.