وقود الصلاة

صلِّ كيفما يقودك الرب وأنت تقرأ آية اليوم

“طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيُرْحَمُونَ” (متَّى 5 :7).

صلاة ببصيرة مستنيرة

من بين الأسماء التسعة والتسعين التي يُطلقها المسلمون على الله اسم “الرحيم”. وهو الرجاء الوحيد الذي يتشبث به الكثير من المُسلمين عندما يُدركون أنه ليس لهم خلاص مؤكَّد. ومع أنهم لم ولن يُفصِحوا عن ذلك أبدًا، يرجون أن تطغى رحمة الله على عدالته. ولكن ما من طريقة يُحقق بها الله عدالته ورحمته في الوقت عينه سوى بصلب المسيح وقيامته. واليوم بينما نُصلي من خلال متَّى 5: 7 لمَن يُحبهم الله، دعونا نتأمل ما تعنيه الرحمة في المسيحيَّة— نصير رُحماء؛ لأننا نثق في إله عادل ورحيم.

للمؤمنين

قالت إحدى الأخوات إنها شاهدت عبر شُرفة منزلها أخت أخرى لم تصُم شهر رمضان، فهزت رأسها مستنكرة، وقالت بأسلوب فيه اتهام: “لا يُمكن أن تكون مسيحيَّة، فهي ترتدي وشاح الصلاة عندما تحين صلاة المُسلمين”. وأيضًا قال أحد الإخوة لأخيه “هذه الآية تُطاردني (تلك التي قال فيها الرب يسوع إنه سيُنكر أمام الآب كل مَن يُنكره). فأنا لا أنسى تلك السنة التي أنكرت فيها إيماني عندما كان عمي يُهددني. أعلم يقينًا أن الرب يسوع سامحني، ولكنني الآن أريد أن أكون راسخًا في إيماني، ولكن…”. نُصلي من أجل شجاعة إخوتنا وأخواتِنا في أوقات الخوف والاضطهاد، ونُصلي أيضًا لأجل أن يصيروا رحماء فيما بينهم، وألا ينالوا الرحمة من أبيهم السماوي فحسب، إنما يكونوا رحماء مع بعضهم بعضًا.

للضالين

كان رَّد صديقة غير مؤمنة على إحدى الأخوات، حين كانت الأخت تنظر إليها وتعتذر عما جلبته لها من خطر، ينم عن رحمة إذ قالت “أعرف أنكِ مسيحيَّة، وأنك تتكلمين بكلام الرب يسوع، وأنكِ لم تضغطي على أي أحد. لقد كان هذا اختيارنا جميعًا. وأنا أشكر الله لأنه جمعنا معًا، فأنتِ لم تقصدي لي الأذى”. كمْ كانت جميلة تلك الرحمة التي أظهرتها! لقد كانت الرحمة تتدفق منها؛ لأنها خُلقت على صورة الله، ولكن أعمالها الصالحة هذه لن تُخلصها، فهي لا تزال بحاجة إلى تطهير دم الرب يسوع. نُصلي من أجل أن تُدرك هي ومَن على شاكلتها (الذين لا يدخرون جهدًا في القيام بكل عمل صالح) بحاجة إلى رحمة الله وعدالته، التي منحنا إياها بالصليب.

للكنيسة.

“َلقَدْ أَوْضَحَ لَكَ الرَّبُّ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَبْتَغِي مِنْكَ سِوَى أَنْ تَتَوَخَّى الْعَدْلَ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ” (ميخا 6: 8) يا رب، قوِّ كنيستك في هذه البلاد لتُطبِّق هذه الآية. وها نحن كنفس واحدة نُصلي من أجل كنيستك لكي تتوخى العدل، وتحب الرحمة وتسلك باتضاع معك. ولكي تشتهر الكنيسة بالاتضاع، والرحمة، والعدل في المُجتمع.

لجوانب التأثير

نُصلي من أجل كنائس بلادنا. واليوم، نُصلي من أجل كل المُسلمين الذين يدخلون المساجد في كل مكان في البلاد أن يتأملوا رحمة الله. وأن يتساءلوا وهم يتوضؤون ويغسلون أيديهم ووجوههم، وأذرعهم، وأقدامهم، كيف سيرحم الله حقًا ما اقترفته أيديهم، أو وجوههم، أو أذرعهم، أو أقدامهم من خطيَّة. وندعو الله أن يُحرِّك المسيحيين للصلاة من أجل كل مَن في المساجد والمترددين عليها. ونُصلي من أجل أن يصير المسيحيون مُسرعين إلى رحمة جيرانهم.

لإعلان الكتاب المقدَّس

تقول يعقوب 3: 17 “أَمَّا الْحِكْمَةُ النَّازِلَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَهِيَ نَقِيَّةٌ طَاهِرَةٌ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وَهِيَ أَيْضاً تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَالتَّرَفُّقِ. كَمَا أَنَّهَا مُطَاوِعَةٌ، مَمْلُوءَةٌ بِالرَّحْمَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، مُسْتَقِيمَةٌ: لَا تُمَيِّزُ وَلا تَنْحَازُ وَلا تُنَافِقُ”
يا الله، املأ بلادنا بالحكمة – الحكمة التي تفيض بالرحمة. واملأها بكل أوصاف الحكمة التي تحدثت عنها الآية.